RSS

سامحنى


لاحظت وفاء تغيرا في وجه سمير ، نبرات صوته ليست كما اعتادت ، نعم انه لم تفارقه الرقة الذي تميز بها
ولكن رقته وحنانه فيهما شيء .. هذه التحية التى يلقيها لاتحمل نبض قلبه .. وتخفي الكثير ....
مرت لحظات عصيبة ، احست وفاء كأن قلبها ينقبض ، انه سمير حبيب عمرها ، لابد ان وراء ذلك اسباب ، فهو يعرض عن
الحديث معها ، ويحاول اخفاء ما في نفسه بملاعبة الاولاد ، حاولت وفاء الاقتراب منه ولكنه اعتذر برقة ، وذهب الى فراشه
تابعته وفاء وكلن سرعان ما أطفأ النور ونام ..

عادت وفاء من امام حجرة النوم وهى تشعر ان البيت يضيق بها وازدادت دقات قلبها ، كيف ترتاح وزوجها على
هذه الحال ، اسرعت الى الاولاد ، اطمأنت عليهم ، رتبت كتب خالد ونهى ، اخذتهما مع اخويهما منى واحمد الى حجرة نومهم
وبعد ان دعا كل منهم بدعاء ما قبل النوم :
بسمك اللهم وضعت جنبي وبك ارفعه ، ان امسكت نفسي فارحمها ، وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين
ثم قرأ كل منهما اواخر سورة البقرة وقل هو الله احد ، وقل اعوذ برب الفلق ، وقل اعوذ برب الناس ..
أطفأت المصباح وخرجت تجلس في حجرة الانتريه .. جلست وفاء تفكر ...

هل حدث في العمل ما يغضبه ، لكن سمير لا يدخل العمل في المنزل .. فهو حريص جداً
هل من اصحابه من اصابه مكروه ؟ .. لا . وان حدث فإن من عادته ان يشير الى ذلك يقول مثلا رحم الله فلانا .. او مثلها .
والده ووالدته واخوته كلهم بخير الحمد لله ...
استعرضت وفاء الاحداث وتذكرت انها السبب في هذا كله بسس الاهمال الذي حدث منها ، ولكن ماذا تقعل الاّن ؟
كيف تصالحه ؟!!
ذهبت الى حجرة النوم ، ووضعت أصابعها بين شعره ، تترقب منه التفاتة كي تعتذر اليه ، أخذت
تقول : سامحنى يا سمير انا المخطئة ، لقد اهملت فيما طلبت ، قد تسول نفسي لى الاعتذار بالأولاد والبيت ما أسهل هذا
ولكن الحقيقة ان الاهمال هو السبب ، فالوقت يتسع لأكر من هذا ..
سمير انا لا احب ان اخالفك ، سعادتى ان افعل ما تريد واشعر بك دوما الى جواري ، ونزلت قطرات دموعها على وجهه ..
كان سمير يتصنع النوم ، وما ان لمست الدموع خده ، حتى استدار وضم وفاء الى صدره وقال : الحمد لله ، كل الذي
احببته ان تعرفي خطأك حتى لا يتكرر ، وكنت متأكدا من انك ستوفقين سريعا ، ان الزوجة الصالحة لا بد ان تكون عونا
لزوجها ، ووضع يديه على خدها يمسح قطرات الدموع الباقية وهو يقول : اتبكين ؟؟

قالت وفاء كيف لا ابكي وقد رأيتك حزينا ، غاضبا منى ، فبدلا من ان اكون سبب سعادتك ، صرت سببا في حزنك ،
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا : رجل اُّم قوما وهم له كارهون ، وامرأة باتت
وزوجها عليها ساخط ، واخوان متصارمان " فكيف لا ابطي وقد اغضبت ارق زوج وانبل زوج ؟

قال سمير : وانا ما كنت انام الا بعد العتاب لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلى " .
قالت وفاء : الحمد لله كل شئ في البيت الاّن يضحك ، اما قلبي فهو في منتهى السعادة لرضاك عنى .
قال سمير : " ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين وجعلنا للمتقين اماما " ..

قالا معا امين