RSS

<< الغسالة الاوتوماتيك >>


<< الغسالة الأوتوماتيك >>

عاد سمير الى البيت والفرحة تغمره والسرور يحيطه من كل مكان ، وما ان رأى وفاء حتى قبلها وقال لها : مبروك ، الف

مبروك يا وفاء ..

اندهشت وفاء .. نعم النبي صلى الله عليه وسلم قبل عائشة رضي الله عنها في نهار رمضان ، وليس في ذلك ذنب ، لكن ما الذي

جعل سمير يفعل هذا ؟ لا بد ان وراءه خبر عظيم !!

ــ الله يبارك فيك يا سمير ، ماذا عندك ؟

ــ لا هكذا اخبرك سريعا ؟!! .. لا

تفرست في وجهه لعلها تعرف ما عنده ثم قالت : وبعدين يا سمير انا عايزة اعرف

ــ انت منذ فترة تتمنين امرا عظيما ، سوف يتحقق هذا العام باذن الله تعالى

اخذت وفاء تفكر ، ماذا تتمنى منذ سنوات ؟ ، الغسالة الاوتوماتيك !! ، لكن سمير لا يفعل كل هذا من اجلها ، لا بد ان شيئا اكبر من ذلك

ولكن ..

ــ سمير كفاية كدة ، استحلفك ..

ــ لا داعى ، سوف تحجين هذا العام باذن الله تعالى

ــ والله ، مش معقول ، فعلا هذه امنيتي ، هذا اسعد خبر سمعته بحياتى الحمد لله ، هذه بشرى جميلة .. وسكتت لحظة ..

ثم قالت .. : سويا ان شاء الله تعالى .

ــ لا !

ــ كيف يا سمير ، احج وحدى ؟ لا يمكن .. انت والاولاد

ــ سوف تحجين باذن الله مع اخيك محمود ، فمنذ علمت انه ينوى الحج هذا العام ، وقد شغلت نفسي بمصاريف الحج ، اما انا

فقد اديت الحج والحمد لله بالجائزة التى اخذتها في المسابقة وكنت الاول وكانت الحج لبيت الله ، كم كنت اتمنى يومها ان لدي اموال

كي نحج سويا

ــ ماكنت استطيع فقد كنت في الشهر الاخير من الحمل في " نهى "

ــ من يومها يا وفاء وانا حريص على جمع المال لتحقيق رغبتك ، لاداء هذه الفريضة ، وكلما رأيتك تبكين وانت تشاهدن الحجيج

على عرفات ازداد حرصي على ذلك

ــ اجمل ما فيك يا سمير الحنان ، ومراعاة الاحاسيس والمشاعر بعقل واع ، وكلن كيف دبرت مصاريف الحج ؟

ــ من عند الله ، ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ، يا وفاء رزق الله واسع ولكن الناس يضيعونه فيما لا ينفع او في المتاع الزائل قبل اداء

الفرائض ، ان ترتيب الاولويات - فقه - الناس في حاجة اليه ..

ــ لكن من اين مصاريف الحج والحال انا اعرفها والحمد لله

ــ اتذكرين حين لم اوافق على شراء الغسالة الاوتوماتيك وغضبت

ــ نعم اذكر ذلك وغضبت لانك لم تخبرني السبب

ــ من يومها ادخرت قيمتها ، ودخلت جمعية واخذتها واخرى واخذت الاول فيها وبهذا والحمد لله جمعت مصاريف حجك

ــ لكن كيف دبرت امر حجي مع اخى ؟

ــ استكتمته السر ، وقدمت له ولك وجاءت الموافقة والحمد لله

ــ ولكن كيف أسافر واتركك انت والاولاد ؟

ــ هذه فريضة يا وفاء ، وعندما كنت احج رأيت كيف ان الشباب يستمتعون بالفريضة ويسعدون بالنسك ، وكيف ان كبار السن يجدون التعب

الشديد من هذا مثلا الصلاة في المسجد الحرام بمائة الف فيما عداه ..

والشاب يستطيع ان يصلى كثيرا بل والاوقات الخمس ، ولكن كبير السن اذا ذهب الى المنزل لا يستطيع ان يرجع .

ــ سمير ، ومن المهم ايضا الطواف لانها عبادة لا تؤدى الا في هذا المكان ، والسعي بين الصفا والمروة وتذكر قصة سيدنا ابراهيم واسماعيل

عليهما السلام والسيدة هاجر رضي الله عنها ..

ــ وايضا يا وفاء ، الوقوف على عرفة ، وكثرة الدعاء في هذا اليوم الذي يباهى الله بنا الملائكة ، ودعاء الانسان فيه لنفسه وبيته وللمسلمين

كافة .. كل هذا يحتاج الى قدرة الله باذن الله تعالى .

ــ طبعا يا سمير سوف اجلس انا واخي محمود لتشرح لنا المناسك ، ولكن كل خوفي كيف اتركك انت والاولاد ؟!

ــ لنفترض اننا سنسافر سويا اين كنا سنترك الاولاد ؟ ، الاّن أيسر الله الامر والحمد لله ، انت ستسافرين مع محمود وهم محرم لك

، وانا اجلس مع الاولاد ام تظنين اننى ساهملهم !!

ــ الله يسامحك يا سمير ، انا اعلم انهم يحبونك جدا ، وانهم متعلقون بك اكثر منى ، وانت والحمدلله حنون عليهم ، ولكن انا مشفقة

من تعبك

ــ هؤلاء احبابنا ونحن نتعاون على الخير دائما

ــ سمير سامحنى ، انا فعلا حين لم توافق على شراء الغسالة ، حزنت جدا وقلت في نفسي ان هذه هي اول مرة سمير لا يوافق على طلب

اريده ، رغم توفر الامكانيات .. ولم اكن اعلم انك تفكر لى في خير اكبر ولكن لماذا لم تخبرني ؟

ــ احببت ان تكون مفاجأة لك ولكن رصيدك من المكانة عندى ارتفع اكثر واكثر ، اتعرفين لماذا ؟

ــ لا اذكر

ــ لان زعلك لم يستمر سوى سويعات قليلة ، سرعان ما رجعت اليك سماحتك وبسمتك ، لقد كنت اخشى ان يستمر زعلك

ــ ر يا سمير ، لا يمكن ازعل منك ، مهما كان ، لان الثقة بالزوج فوق كل شيء ، ويجب على الزوجة الصالحة ان لا تتمسك

بموقف اغضبها وتنسى مئات المواقف الطيبة فالحياة هكذا ، على ان الثقة هى الاساس وطبعا لا نستطيع ان نمنع الانفعال اللحظى ،

ولكن الخطأ الكبير هو تعكير صفو الحياة الزوجية

ــ زوجة نموذجية حقا ، اخشى ان لا يصدق احد وجود مثلك

ــ لا يا سمير ، في احسن منى كتير والحمد لله وانا اعرف منهن كثيرات فالقراّن والاحساس به يصنع كثيرا وكثيرا ..

ــ نعم يا وفاء الحياة مملوءة بالخير ولا بد ان يعلم كل زوجين ان بينهما حبل المودة والرحمة ليحرصا على ان يكون موصول بينهما

دائما

ــ انا اعرف ما تريد .. وسوف ارفع عنك الحرج

ــ فراسة مدهشة ، قولي وانا اخبرك بصدق

ــ تريد ان تقول المال قدر المصاريف ، وانه لا مجال للمشتريات الكثيرة ولا الهدايا مرتفعة الثمن ، لا يا سمير ، انا اقدر ذلك

ولا يكلف الله نفسا الا وسعها

ــ حقيقة كنت اود ان اقول ذلك وحقا اتقوا فراسة المؤمن فانه يظهر بنور الله

ــ ليس لهذه الدرجة ، انا يكفيني يا سمير المصاريف الضرورية وبدلة لخالد واحمد وفستان لنهى ومنى اما والدك ووالدتك فكما تأمر

فأنا لست ممن يحب ان يضيع وقته في هذه الاماكن او المرور على الاسواق انها اماكن للعبادة

ــ وايضا لا تنسي والدك ووالدتك الجميه هاديا رمزية والمهم لا تحرمينا من دعواتك والاولاد والاهل وجميع المسلمين

ــ كيف انساك ، ولكن ليت الاخوة والاخوات يعلمن فضل اداء فريضة الحج ويقدمونه على متاع الدنيا الزائل ، وليت من يشربون

السجائر وغيرها يعرفون حرمتها وان الله اعطاهم مالا لو احسنوا استخدامه لأدوا فريضة الحج

قال سمير : عليك بالاخوات وانا سوف اتحدث في المسجد ان شاء الله تعالى

وباتت وفاء والفرحة قد شملتها ، وتشكر الله تعالى الذي من عليها بهذا الزوج الكريم

<< زوجتى خفير >>




<< زوجتى خفير >>

علمت وفاء من سمير انه لن يخرج اليوم مساء ، استأذنته في زيارة زوجة ( ... ) فأذن لها ، فأخذت معها احمد و
تركت بقية الاولاد في حفظ الله ثم والدهم .
استقبلتها صديقتها بكل ترحاب ، وكلن الحزن واضح عليها ، سلمت وفاء ودخلا حجرة الصالون ..
ــ الحقيقة انا اسفة لم احضر لزيارتك ، كما تعلمين الاولاد ، كيف حالك انت والأولاد ، وماما والاسرة كلها ؟؟
ــ الحمد لله كلنا بخير
ــ لكن يا حبيبتي ، انا منذ فترة لاحظت تغير صوتك في الهاتف ، وعندما رأيتك تأكد لى ان هناك حزنا يسيطر عليك ، اين
ابتسامتك ومزاحك ؟؟
ــ ماذا أفعل يا وفاء ، خلاص .. الذي يبدو لى اننى ما عدت اصلح لاي شيء ، الحمد لله على كل حال
ــ ما هذا اليأس الذي لم اره عليك من قبل ، انت بخير والحمد لله وعلى احسن حال .. اللهم لا حسد ......
ــ كان زمان .. !!
ــ كان زمان !!!! انت بخير والحمد لله ، وربنا يبارك في زوجك وأولادك وصحتك ، والبيت كله على احسن حال ..
ــ نصيب يا وفاء ، ان والله عملت كل ما استطيع لكي اجعل هذا البيت سعيدا ، هذه اقدار الله
ــ ماذا تعنين ؟ ما الخبر ؟ قالت وفاء وهى في منتهى الدهشة !!
ــ نصيب ، انا طلبت منه الطلاق !
ــ الطلاق !! لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
ومرت لحظة من الصمت الرهيب ، وصديقتها تجفف الدموع من عينيها ووفاء تحاول ان تجمع اعصابها ، فان
المفاجأة قد ادهشتها ، وهى تحاول ان تجمع فكرها .. وقالت ..
ــ ما السبب ؟ كلنا نراكم في سعادة ، الفسح ، الاولاد ..
ــ يا وفاء منذ اربع سنوات ، وانا اكتم في نفسي ، لا اريد ان اتكلم ، راضية بكل شيء ، يأتى متأخرا ، قلت في
سبيل الله ، او عمله يتطلب منه هذا ، والبيت لا يعرف عنه شيء ، والأولاد لو سأله اح في اي عام دراسي هم ربما
لا يعلم .. قلت زوجى وبيتي واولادى .. كلهم في قلبي
ــ وماذا حدث بعد هذا ؟ ماذا حدث حتى طلبتي الطلاق ؟
ــ يا وفاء منذ اربع سنوات كما قلت لك ليس في فمه الا انا سوف اتزوج ان الله احل لى مثنى وثلاث ورباع
ــ ضحكت وفاء .. يا اختى هذا مزاح وضحك
ــ ضحك .. مرة .. مرتين .. لكن سنين !! ، لم اسمع منه كلمة حلوة ، لم يعد يرى سوى العيوب ، النملة من العيوب
عنده قدر فيل .. !!
ــ لا .. لا دى حاجة بسيطة ، وان شاء الله تعودي الى خير ما كنت عليه
ــ طبعا يا وفاء انت تنظرين الى زوجك الذي يراعي احاسيسك ، ويشاركك في كل الامور ، اخر مرة كنت
ازورك قالت لى نهى ابنتك ربنا يبارك فيهم أن بابا هو الذي اعد الطعام اليوم .. لكن انا نصيبي انتهى ..
ــ يا اختى مهلا للأسف بعض الرجال يظنون ان الزواج شهر او عام ، وتنتهى عندهم العواطف ، وربما يخجل
ان يقول لزوجته يا حبيبتي ، لقد افسدت الاغانى مذاق هذه الكلمة الطاهرة ، ولكن الزوجة احق من تقال لها ، انه
مهما طالت فترة الزواج ، فان الكلمة الحلوة مطلوبة .
ــ وفاء . انا لا يشغلني سوى الاولاد ، يذهب حيث يشاء ويتركنى وأولادى ولكن يطلقني قبل ان يتزوج ، ما عدت
اعجبه في شيء
ــ يا أختى صبرا ، ان كثرة تكرارها ، تعني انه حقيقة يمزح
ــ هل تصدقين انه كرر على مسامعى اكثر من مرة " احنا متجوزين خفير " !! هل هذا يصح ؟ لا اعلم
هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك باحدى زوجاته ؟ يشبهها بالخفير ؟! ونحن جميعا نعلم ما الخفير !
يشبهني برجل ، او هل فعل احد من الصحابة مثل هذا مع زوجته ؟
ــ لا تغضبي منى ، هل اهملتيه ؟ فان بعض النساء بعد الانجاب خاصة اكثر من طفل ، تتحول حياتها الى
مشاغل الاولاد وتنسى زوجها ، ولا تتزين له ، هل تعطرين فراشه كما كنت تفعلين في الايام الاوائل
؟ هل تلبسين للفراش ثوبه ام تنامين الىجواره بثوب العمل الذي قد يحمل رائحة المطبخ من الثوم والبصل وغير ذلك
؟ هل تحرصين على طيب الكلام معه ؟ اننى استرعى انتباهك .. ما أيسر ان اجاملك ، ولكن افضل ان اصارحك
ــ الله وحده يعلم كم انا مهتمة به ، وان كنت لا ابرئ نفسي من الخطأ وطبعا كثرة الاولاد ومشاغل العمل والبيت تجعل الانسان
مقصرا ولكن هل هذا علاج الرجل الذي هو قوام البيت ؟
ــ هل تظنين ان في حياته امرأة اخرى ؟
ــ انا لا اقول دذلك ، لكن ماذا يعني حديثه الدائم عن الزواج بأخرى ؟
وماذا يعني حرمانى من الكلمة الطيبة ؟ اين هديته التى كان يقدمها لى كل عام ؟ اين لمسته الحانية ؟
اين بسمته الصافية ؟ على كل حال طالما هو يريد ان يتزوج فليطلقني ويتزوج .
ــ صدقيني انا اولا اريد منك ان تراجعي موقفك منه ، وان تصلحي من حالك بالمنزل ، والفراش ، واهتمامك بنفسك ،
لا تبدي التأثر بهذا الكلام ، فربما يردي ان يتدلل عليكي ولكنه اخطأ الاسلوب
ــ مزاح ، تدلل !! لا يا وفاء انه يتكلم بما في نفسه
ــ انا احب ان تصلحي حالك وتحسني من اقوالك معه وسوف تنتهى المشكلة باذن الله تعالى
...
وبعد قليل استأذنت وفاء وهى متأثرة من ذلك ، وعادت الى بيتها وقدمت العشاء للأولاد وجهزت حقائب المدرسة لخالد ونهى
ودخل الاولاد الى فراشهم ثم جلست الى سمير
وفاء : لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولكن لا يقول الا حقا
سمير : صلى الله عليه وسلم ، هذا حق
وفاء : وكان يحافظ على احاسيس زوجاته ويداعبهن بالكلام الطيب
سمير : صلى الله عليه وسلم ، هذا حق ولكن لماذا ؟
وفاء : ارديك يا سمير ان تعطي الاخوة بالمسجد درسا عن كيفية معاملة الرجل لزوجته ، وان لا يسمعها الا الكلمة الطيبة
التى هى صدقة وانه لا داعى للمزاح الجارح ، بالله عليك ما معنى ان زوجا لسنوات كل فترة يقول لزوجته انا سوف اتزوج
هل هذا اسلوب مزاح ؟
سمير : طبعا لا ان المرأة رقيقة الاحساس وتحتاج الى كلمة طيبة تساعدها على امر البيت والاولاد
وفاء : وما معنى ان يقول الرجل لامرأته " انا متزوج من خفير " بالله عليك هل ورد هذا بكتاب الله او سنة النبي صلى الله
عليه وسلم ، ان الذي يقعل ذلك يا سمير يلعب بالنار لكي يحرق بيته هل هذه هى المودة والرحمة ؟
سمير : صبرا يا وفاء ، انا لا اوافق على مثل هذه الاقوال ، ولكن لا بد ان لا ننفعل ونحن نعالج المشكلات الاسرية ، ولا
نزيد النار اشتعالا ، بل علين ان نقدم المبررات لكل طرف حتى تقترب وجهات النظر ويتم الصلح
وفاء : هذا ما فعلته والحمد لله ، لكنى اتكلم معك انت لكى توجه الطرف الاخر فان ارشاد الزوجة دون الزوج لا يتم به اصلاح الامر
سمير : لك هذا ، وعلينا ان ننبه كل واحد منا بمراعاة شعور الاخر ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم
" خيركم خيركم لأهله ، وانا خيركم لاهلي "
وفاء : اياك يا سمير ان تفكر مثلهم !
سمير : بعدك انت !!!!! لا يمكن الا بسبعين
وفاء : نعم من الحور العين اسعدك الله بهن ، وجعلنى معك بالجنة
سمير : ما أحلى ذكاؤك ، وعلى اى حال ارجو متابعة صديقتك حتى تتأكدى من انتهاء مشكلتها .
وفاء : جزاك الله خيرا
ورفعا ايديهما يسألان الله ان يجمعهما في الجنة
اّمين

<< وفاء >>


<< وفاء >>

جلست وفاء في حجرة مكتب سمير ، فقد نام الاولاد ، شردت بعيداً ، ( طال غيابك يا سمير ) ، من
الأمس وانت مسافر ، وستغيب اليوم ايضاً ، ما أصعب البعد .. هكذا حدثت نفسها
أمسكت بمفكرة في يدها وأخذت تكتب ..
الشوق والحنين اليك
والقلب والفؤاد بين يديك
يا زوجاً رضى الإله طاعته
فجعلت روحى بين يديك
كريم .. حنون .. تلك اوصافك
والرقة والأدب من اخلاقك
انتظرك
لعلك تأتي
فبعدك عني
لا يغمض جفني
قالت وفاء في نفسها .. ( اننى اشعر انه سيعود اليوم باذن الله تعالى، اذا ماذا انتظر ، لابد من الاستعداد ) ..
فتحت الدولاب ، نظرت الى الملابس حتى امسكت بواحد منها .. "هذا مناسب " !!
لبسته ووقفت أمام المراّة تصلح شعرها ، ووضعت حزاما عريضا على الفستان .
لكن ماذا إذا لم يحضر ، .. ، هذا افضل من ان يعود فيجدنى غير مستعدة للقائه أمسكت كتاب ربها تتلو الاّيات وبعد ساعة تقريبا .
سمعت صوت محرك سيارته يقف اسفل المنزل ، نظرت من الشرفة ، " هو سمير الحمد لله على عودته " .. وأسرعت تضع العطر ، وأصلحت
الفستان ووقفت خلف الباب .
وما ان اقترب ظله حتى فتحت الباب مرحبة به
ــ حمدا لله على سلامتك
ــ حمدا لله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وأغلق الباب خلفه
ــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وصافحته ، واستقبلته احسن استقبال
وقالت : " الحمد لله انك عدت لبيتك وأولادك سالما "
ــ كيف حالكم انتى والاولاد ؟
ــ الجميع بخير والحمد لله ، ولكنك يا سمير تعبت جدا في السفر بالليل وانت تقود السيارة وليس معك احد ، ان الساعة
الاّن الثانية بعد منتصف الليل .
ــ انت سهرانة حتى الاّن !
ــ شعرت انك ستعود اليوم فجلست انتظرك ، كنت مشتاقة اليك ، بارك الله فيك لي وللأولاد ولكل المسلمين ، ولا
يحرمنا منك .
ــ ما أحلى كلماتك .. كل الحكاية انى انهيت الاعمال مبكرا فقلت لا بد ان اعود والحمد لله ، ولكن ما هذه المفكرة ؟؟!
ــ هذه بعض المذكرات والذكريات والحايات التى اراها مفيدة ، أكتبها لأستفيد منها كما قال
تعالى ( لقد كان في قصصهم عبرة ) فالذي يعيش المشاهد والمواقف لا بد ان يستفيد منها
ــ المهم ان تكونى قد نويت نقلها للأخرين توسيعا للأستفادة منها وقد دعانا الله تعالى حين قص علينا القصص المختلف في القراّن وكذلك
في السنة النبوية الى اخذ العبرة منها والحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو احق الناس بها .
ــ لكن هل تساعدنى ، موافقة ، على ان تساعدنى في الصياغة والتعبير ..
ــ ان شاء الله ، ولكن ما هذا الفستان الجميل ؟
نظرت اليه وقالت " الاّن فقط ! "
ــ لا يا حبيبتي ، ولكنى بدأت بالاهم انتى والاولاد ، والاّن متى اشتريت هذا الفستان ؟ ومن اين كل هذا ؟
ابتسمت بلطف ثم قالت " انا لم اشتر .. اتذكر الفساتين اللى كنت امتلكها قبل الحجاب والزواج ، هذا واحد منها
طورته ووسعته وأضفت اليه قطعة قماش مناسبة فأصبح كما ترى .. في غاية الجمال كما تقول
ــ حقا جميل جدا .. ثمنه بالمحلات بالمئات وانت حقا سيدة مدبرة .. بسم الله ما شاء الله ، كما يقولون ، لا يحسد المال الا
صاحبه " احفظ بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " هكذا كان النبي صلي الله عليه وسلم يرقي حسنا وحسينا رضى
الله عنهما
ــ أعجبك يا سمير ؟ الحمد لله .. هذه سعادتى ان اراك سعيدا مبسوطا مسرورا ، فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( اذا صلت المرأة
خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها واطاعت زوجها قيل لها ادخلى من اى ابواب الجنة شئت ) الحمد لله الذي جعلنى مرضية عندك .
ــ وفاء .. انتى ما شاء الله من اعظم نعم الله عليّ لقد تحقق فيك قول النبي صلى الله عليه وسلم " ألا اخبركم بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة اذا نظر اليها
سرته واذا غاب عنها حفظته واذا امرها طاعته " .
ــ لكنى لا استحق شيئا من هذا كله ، وكما يقولون " عين الرضا عن كل عيب كليلة "
ــ يا مؤمنة ، انت تقولين هذا كي امدحك اكثر واكثر ، حقيقة انت .. حسنة الدنيا .
فتح سمير حقيبة يده ، واخرج لفافة صغيرة واعطاها لزوجته .. تفضلي !
ــ انت لا تنس ما احب ، ما أرق هذه اامشاعر ، نعم يا سمير ليس المهم قيمتها المادية ، المهم احساس انك تتذكرنى ، سبحان الله ما رأيتك يوما تدخل البيت الا
وتلقي السلام ، ولا تأكل الا وتسمي ، ولا تغيب الا وتذكرنى بشيء مما احب .. بارك الله فيك يا غالي .
ــ وبارك فيكي يا حبيبتي .. كيف انسى أرق وانبل المشاعر ،، انت الوفاء ، ان الرجل الذي يدخل البيت ولا يسلم على اهله يدخل الشيطان الى
بيته ، وان الذي يأكل ولا يسمي يأكل معه الشيطان هكذا بين النبي صلى الله عليه وسلم اما الحرص على احاسيسك فهذا اكتسبته من دراسة سيرة النبي
صلى الله عليه وسلم مع زوجاته .
ــ أحضر لك العشاء يا سمير ؟
ــ شكرا ، لقد اكلت قبل العودة حتى لا ارهقك
نظر سمير للأولاد في حجرتهم ثم ذهب الى فاشه ، جهزت له الفراش ، وساعدته في تغيير ملابسه ، وقالت له الحمد لله على سلامتك
نام سمير من شدة الارهاق .. نفثت وفاء في كفيها وقرأت سورة الاخلاص والمعوذتين ومسحت معظم جسمه ثلاث مرات
.. وهي تتخيل ما كانت تفعله عائشة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم
نظرت وفاء اليه .. كأنها لم تشاهده من قبل .. ووضعت الغطاء عليه وهى تدعو الله ان يبارك فيه