RSS

<< لن اكون قاتلة >>

http://www.nablustv.net/Uploads/Image/nablustv136302460012800.jpg

سبحان الله ، لا يعلم حقيقة النفس البشرية الا الله ، ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ، هذه النفس قادرة على ان تظهر بخلاف ما تبطن ، وتتغير من حال الى حال ، ( واذا مس الانسان ضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا الى ضر مسه ) ، ورغم التطور التكنولوجي والأقمار الصناعية والليزر والكمبيوتر فان السعادة ازدادت بعدا عن الانسان ، لان الايمان بالله ضعف ، وشغلت البشرية بالمادة التى يجب ان تسخر لسعادة الانسان ، فسخرته لنفسها ، اننا لا ننكر التطور التكنولوجي وقد دعانا اليه الاسلام ، ولكن في ظل الاخلاق الطيبة وارتباط الانسان بالله والدار الاّخرة ..
- مدهشة يا وفاء ، هل هذه مقدمة المذكرات ام تحضرين لمحاضرة ..
- لا يا سمير ، انها خواطر مرت بنفسي ، حين رأيت الانسان ، كما كشفه الله في كتابه الكريم ، حتى العلم الذي الذي اكتشفه لا يؤمن به ، ان جانب الشر الذي يتحرك في الانسان لا يعالجه الا الايمان القوي بالله ، والعبادة الصحيحة ..
- بسم الله ما شاء الله ، لا قوة الا بالله ، استاذة ، انا من اليوم اخاف على نفسي ، كيف أتحدث لمثل هذه العبقرية ، ولكن لماذا
كل هذا ؟؟
- جارنا استاذ الجامعة ، حضرت زوجته اليوم عندى وهى تبكي ، و قالت : زوجي يريدني ان اقتل ، وانا لايمكن ان اكون
قاتلة .
تعجبت يا سمير وقلت لها : ليس معقولا ان يطلب منك ان تكونى قاتلة لا بد ان العبارة خرجت غير صحيحة ، أو انك فهمتيها على وجه غير المقصود ، انه رجل يصلي ، هل هو من الصعيد وعندهم موضوع الثأر ، وايضا هذا مستحيل لأننى اسمع منك حسن صلته باهله ومداومة الزيارة لهم .. ما الحكاية ؟
قالت : ذهبنا امس الاول الى الطبيب لاجراء الفحص الدوري على الحمل ، اجرى الطبيب لي اشعة تليفزيونيه وتحاليل طبية ، وقال لنا الحمدلله الجنين حالته مطمئنة ، كما طمأننى على حالتى والحمدلله ، ونزلنا وعدنا الى البيت في احسن حال .
وفاء : وماذا حدث اذن .. ؟
قالت : بالأمس عاد ووجهه متغيرا جدا ، كلما رأى احدا من الاولاد ضربه بسبب او بدون سبب ، واخذ يتصرف بطريقة عصبية جدا لم اعرفها منه من قبل ، التزمت الصمت .. اسرعة بالاولاد الى حجرتهم ، واقتربت منه رغم اننى كنت متعبة جدا بسبب الحمل ، وجلست احاول ان اخفف عنه .
لكنه نظر الى بطريقة مدهشة جدا وقال : انا ارى انك متعبة جدا ، وعندك ثلاثة اولاد ، وانت مرهقة واريد ان اخفف عنك .
قلت له : هل أحضرت شغالة تساعدنى في البيت ؟
قال : لا ، انتى تعرفين اننى سألتهم في البلد اكثر من مرة ، ولم اوفق ، انا .. اريد ان اخفف عنك .
قلت له : هل اشتريت غسالة اطباق ؟
قال : لا ، انا اعنى ان الاولاد متعبين .
قلت له : اولادي .. انهم قطعة من جسدي ، انا ارعاهم باذن الله ، هل رأيتني مهملة مع احد فيهم ؟
قال : لا ، انا اريد منك ان تنزلى الجنين .
فزعت ونظرت له في دهشة ....
قلت له : اين فرحتك ، انك في هذا الحمل خصوصا من اول يوم والفرحة تسيطر عليك ما السبب في تغيرك ؟
قال : لا شيء انما اريد راحتك .
قلت له : انا اريد ان اعرف السبب ، هذا التغير المفاجئ لا بد له من سبب خطير هل اخبرك الطبيب عن شيء في الجنين ؟ .. ولكنه طمأننا عندما كنا عنده ..
قال : نعم .. لا .. هو كدة لابد من عملية اجهاض .
قلت : انا لست انسانة جاهلة تكلمها بهذا الاسلوب ، لابد من الصراحة حتى اتصرف بطريقة سليمة ، ثم هذه حياتي ايضا ، وحياة شيء تكون منى وفي جسدي ..
المهم يا وفاء وبعد محاورات طويلة اكتشفت ان السبب هو ان الطبيب اخبره بأن المولود انثى وان عندنا ثلاق بنات كما تعلمين وانه لا يريد بنتا رابعة ، وكان امله ان يكون ولدا ، وطار عقلي ، وفقدت رشدي ، ان اسمع منه هذا الكلام ...
قلت له : انا لا يمكن اكون قاتلة ، ماذا اقول لربي يوم القيامة وهو يقول " ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق " .
غضب وازدادت ثورته ، ولكنه حاول مرة اخرى ، وهو يقول هذا ليس قتل .
قلت له : زوجي العزيز ، العلم المتطور يقول ان المرأة ليست سببا في تحديد نوع الجنين ، حيث انه بمشيئة الله اولا ثم في الجينات التى يحملها الرجال ، ان الله تعالى يقول " يهب لمن يشاء اناثا ، ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرانا واناثا ، ويجعل من يشاء عقيما " في كل مرة يقول الله لمن يشاء .. اذن تلك ارادته ، فهل تتحدى مشيئة الله تعالى .
قال لى : كما قلت لابد ..
قلت له : حرام عليك ، اتريد قتلي ، اتريد ان تجعلنى اعيش طول عمري معذبة الضمير ، يا زوجي الحبيب ، اّسيا امرأة فرعون كانت انثى وهي في الجنة وفرعون كان ذكرا وهو في النار ، وكل واحدة منهن سوف تأتى اليك بابن محبب اليك وهو زوجها .
--
خرج من البيت ولم يعد الى الاّن ، خرج والغضب يسيطر عليه ، البنات حضرن من حجرتهن ، بابا زعلان ليه يا ماما . هو بيضربنا ليه ، اخذتهم بين يدي وذهبت بهم الى حجرة نومهم وجلست ألاعبهم وانا اتمزق من الداخل ، ماذا أقول لهن ؟ ، كيف اعيده ، انا لا استطيع ان اكون قاتلة . ماذا افعل يا وفاء ..
قال سمير : وماذا قلت لها ؟
قلت لها : صبرا ان شاء الله سيعود ، ويعود كل شيء على خير ما يكون ، هذه غضبة سريعة ، وهو انسان كريم ، ولكن عليكي ألا تجرحي شعوره ولا تذكريه بما قال ، ولا تعاتبيه فيه ، واجعلى الامور تسير في طريقها ، احسني معاملته ، وهو سوف يعتذر لك باذن الله . .
سمير : لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ، ما كنت اتصور هذا الامر ، وصدق ربي " واذا بُشر احدكم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما يشربه أيمسكه على هون أم يدسه في التراب " ..
وفاء : أما تابعت مؤتمر السكان العالمي ، والدعوة الباطلة من اجل الاجهاض ولولا علماء الازهر الله اعلم ماذا سيكون .. ان البشرية تنتزع من بين الاخلاق الى طريق الفساد ، لان القيادة الاسلامية غابت عن العالم .
سمير : والعجيب انهم يتمسكون بأقوال العلماء في حالات خاصة ويحاولون جعلها حكما عاما والذي يعرف اصول الاحكام يفرق بين هذا وذاك .
وفاء : سمير ، اريدك ان تبحث عنه فهو جارنا وللجار على جاره حقوقا كثيره وليتك لا تجرح احاسيسه ، وتحاول ان تجلسه في المسجد حول قوله تعالى " واذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت " وعن فضل تربيه البنات ، وغير ذلك واتمنى ان يكون المتحدث شيخا غيرك كي لا يتطرق اليه ان زوجته اشتكت لي ، عليك يا سمير مراعاة الجانب الاجتماعى والسلوكى ضمن دروس المسجد لانها خطيرة جدا ، حرصا على سلامة الاسرة والمجتمع ..
سمير : فكرة طيبة ، وجزاك الله خيرا .
وقالا معا : الحمدلله الذي عافانا ما ابتلى به كثيرا من خلقه ..

سامحنى


لاحظت وفاء تغيرا في وجه سمير ، نبرات صوته ليست كما اعتادت ، نعم انه لم تفارقه الرقة الذي تميز بها
ولكن رقته وحنانه فيهما شيء .. هذه التحية التى يلقيها لاتحمل نبض قلبه .. وتخفي الكثير ....
مرت لحظات عصيبة ، احست وفاء كأن قلبها ينقبض ، انه سمير حبيب عمرها ، لابد ان وراء ذلك اسباب ، فهو يعرض عن
الحديث معها ، ويحاول اخفاء ما في نفسه بملاعبة الاولاد ، حاولت وفاء الاقتراب منه ولكنه اعتذر برقة ، وذهب الى فراشه
تابعته وفاء وكلن سرعان ما أطفأ النور ونام ..

عادت وفاء من امام حجرة النوم وهى تشعر ان البيت يضيق بها وازدادت دقات قلبها ، كيف ترتاح وزوجها على
هذه الحال ، اسرعت الى الاولاد ، اطمأنت عليهم ، رتبت كتب خالد ونهى ، اخذتهما مع اخويهما منى واحمد الى حجرة نومهم
وبعد ان دعا كل منهم بدعاء ما قبل النوم :
بسمك اللهم وضعت جنبي وبك ارفعه ، ان امسكت نفسي فارحمها ، وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين
ثم قرأ كل منهما اواخر سورة البقرة وقل هو الله احد ، وقل اعوذ برب الفلق ، وقل اعوذ برب الناس ..
أطفأت المصباح وخرجت تجلس في حجرة الانتريه .. جلست وفاء تفكر ...

هل حدث في العمل ما يغضبه ، لكن سمير لا يدخل العمل في المنزل .. فهو حريص جداً
هل من اصحابه من اصابه مكروه ؟ .. لا . وان حدث فإن من عادته ان يشير الى ذلك يقول مثلا رحم الله فلانا .. او مثلها .
والده ووالدته واخوته كلهم بخير الحمد لله ...
استعرضت وفاء الاحداث وتذكرت انها السبب في هذا كله بسس الاهمال الذي حدث منها ، ولكن ماذا تقعل الاّن ؟
كيف تصالحه ؟!!
ذهبت الى حجرة النوم ، ووضعت أصابعها بين شعره ، تترقب منه التفاتة كي تعتذر اليه ، أخذت
تقول : سامحنى يا سمير انا المخطئة ، لقد اهملت فيما طلبت ، قد تسول نفسي لى الاعتذار بالأولاد والبيت ما أسهل هذا
ولكن الحقيقة ان الاهمال هو السبب ، فالوقت يتسع لأكر من هذا ..
سمير انا لا احب ان اخالفك ، سعادتى ان افعل ما تريد واشعر بك دوما الى جواري ، ونزلت قطرات دموعها على وجهه ..
كان سمير يتصنع النوم ، وما ان لمست الدموع خده ، حتى استدار وضم وفاء الى صدره وقال : الحمد لله ، كل الذي
احببته ان تعرفي خطأك حتى لا يتكرر ، وكنت متأكدا من انك ستوفقين سريعا ، ان الزوجة الصالحة لا بد ان تكون عونا
لزوجها ، ووضع يديه على خدها يمسح قطرات الدموع الباقية وهو يقول : اتبكين ؟؟

قالت وفاء كيف لا ابكي وقد رأيتك حزينا ، غاضبا منى ، فبدلا من ان اكون سبب سعادتك ، صرت سببا في حزنك ،
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا : رجل اُّم قوما وهم له كارهون ، وامرأة باتت
وزوجها عليها ساخط ، واخوان متصارمان " فكيف لا ابطي وقد اغضبت ارق زوج وانبل زوج ؟

قال سمير : وانا ما كنت انام الا بعد العتاب لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلى " .
قالت وفاء : الحمد لله كل شئ في البيت الاّن يضحك ، اما قلبي فهو في منتهى السعادة لرضاك عنى .
قال سمير : " ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين وجعلنا للمتقين اماما " ..

قالا معا امين

<<امنا الغولة>>

http://lazeeez.com/articles/1257148046.jpg

امنا الغولة


كانت وفاء في زيارة اختها دعاء ، جلس الاولاد يلعبون معا ووفاء تراقبهم وبعد شرب الشاي
جمعت وفاء الاولاد واخذت تقص عليهم حكاية الفتى حسان ، الفتى المصري الشجاع الذي
دخل معسكر الاعداء حين كانوا محتلين مصر الحبيبة ـ وتكلم بكل قوة وايمان وعبر عن قضية وطنه
وقال : عليكم ان تخرجوا من ارضنا ، مصر لنا ، مصر للاسلام .. تحكي وفاء وتعبر بالاشارة
وهي تحكي حكاية بعد حكاية والاولاد في فرح كبير

دق جرس الباب ، وكانت القادمة جارة دعاء ، دخلت ومعها ابنها وابنتها ولعب الاولاد جميعا ، وجلست
الجارة تحكي عن ابنتها ، وانها تقوم كل يوم من النوم بفزع شديد ، وتصرخ خلاص يا ماما ، خلاص يا ماما
، وانها اخذتها لاكثر من طبيب ، ولكن لا فائدة ، والمحزن انها تتبول على نفسها رغم ان سنها سبع سنوات . . .
قالت دعاء : لعب الاولاد طول النهار ، والمجهود الذي يبذلونه هو السبب . .
قالت الجارة : انا لم اهمل في تربيتها وانا احبها جدا لانها ابنتي الوحيدة تعبت مع الاطباء .. ولا فائدة
وفاء : الم يخبرك الطبيب بوجود سبب عضوى لما يحدث لها ؟
الجارة : لا
وفاء : هل هذا الفزع منذ فترة طويلة ؟
الجارة : منذ كان عمرها 4 سنوات
وفاء : ماذا كانتتقول ؟
الجارة : تردد بعض الحكايات التى كنت احكيها لها قبل النوم
وفاء : وماذا كنت تحكين ؟
الجارة : كانت تحب السهر ، ومتعلقة بي جدا وانا كنت احب ان تنام كي استريح واكلم اخوتى في التليفون
، واشاهد المسلسل وانا مرتاحة فكنت احكى الحكايات التى نعرفها جميعا كي تنام .
وفاء : انا لا اعلم ماذا تقصين عليها واريد ان اعرفك منك ماكنت تحكين ؟
الجارة : حكاية امنا الغولة ، ابو رجل مسلوخة ، وحجرة الفيران وغرها من القصص كي تخاف وتنام
وفاء -وفي نبرتها حدة- : هذا هو السبب ، ارتبط النوم عندها بفزع والخوف كلما نامت تذكرت ..
ففقدت السيطرة على اعصابها
دعاء : هذا حقيقة يا وفاء ، والاّن تطور الموقف ، فالامهات تركن الاولاد امام التليفزيون
كى تتفرغ للمطبخ والاطفال يشاهدون البرامج ويحاولون تقليدها . كيف يمسك ذيل القطة التى قد تؤذيه ؟ ،
بل كيف يرمي نفسه من على السرير او من الشباك وغير ذلك من حكايات تؤثر في الاولاد
وفاء : كل هذا لان الامهات لم يعد لهن صبر على تربية الاولاد
دعاء : يكفي المكالمات الهاتفية التى تضيع وقت الام ..
وفاء : والزيارات .
دعاء : الاولاد امانة تحتاج الى رعاية ، ولذلك جعل الله الام احق الناس بالصحبة
من الوالد لانها ترهق كثيرا
الجارة : ولكن ماذا يحكى للأطفال قبل النوم ؟
دعاء : قصص عن الامانة ، الشجاعة ، الصدق ..
وفاء : قصص الانبياء الصالحين ..
دعاء : قصص الاطفال الذين تقدموا في بلادهم وصاروا ابطالا صالحين
وفاء : والمعانى العظيمة ، واقل شيء سرد ماحدث في يومهم
الجارة : ولكن ماذا افعل الاّن ؟
دعاء : حسن ملاطفتك لابنتك عند النوم وجلوسك الى جوارها فترة طويلة ، وعليكي بحكايات الخير ، والقصص الطيب
شيئا فشيئا وباذن الله يذهب عنها ماهى فيه ..
وفاء : لقد كتب سمير يوما على لسان طفل هذه الكلمات

لا تجرحوا الورد بالاشواك
لا تقتلوا طفولتى بقصص باليات
اورثتمونى الرعب والاّهات
قتلتم خيالي
جعلتم احلامى
ان اخرج من الكهف
ولا ادخل حجرة الذئب
اّه من صاحب الرجل
كيف سلخوها له
مزقتمونى بين رعب وخوف
واحببتمونى بين اهمال وضرب
ليتكم تعلمتم
كيف يربي الاسلام ..
بحنان يفوق البيان
يوم ركب الحسن والحسين
على ظهر النبي ولد عدنان
وكل صغير
يسميه .. يحنكه ، يلاعبه
ولا يغضب من بوله فوق الثياب
اعيدوا طفولتى
اخرجونى من بئر الغولا
شعرها يرعب الجبال
قلبي رقيق يحتاج الى رقة انسان
الى بسمة بشوق وارشاد بالقراّن
اجعلونى عزيزا
كى ادفع عن امتى باقي الزمان

دعاء : بسم الله ما شاء الله ، بارك الله فيك يا سمير
الجارة : وكيف حال الاستاذ سمير مع الاولاد ..
وفاء : يحكي لهم قصص القراّن والسنة او كلام طيب
الجارة : نريد مثالا
وفاء : حكى لهم قصة حول الامانة بعنوان
(( كفي بالله شهيداً )) * عن رجل تاجر اقترض مبلغا
من المال واراد صاحب الدين شاهدا ، فقال التاجر كفى بالله شهيداً ، قال الرجل رصيت بالله ، وسافر التاجر
وعندما حل موعد الرجوع وسداد الدين لم يجد سفينة ، وخاف من التاخير، فوجد قطعة خشب فرغها من الداخل
ووضع المال ومعه رسالة الى صاحب الدين ، وفي الموعد المحدد خرج صاحب الدين ينتظر السفينة فلم تحضر ، ووجد قطعة الخشب تحملها الامواج ، قال اخدها استدفئ بها مع الاولاد ، فلما كسرها وجد المال والرسالة ، وبعد فترة عاد
، وذهب ليسدد المال فقال الرجل وصل المال والرسالة ..
دعاء : جميلة فيها فوائد الحرص على اداء الامانة وفوائد اخرى
نظرت وفاء في ساعتها وقالت : استأذن لان الوقت تأخر ، سلمت على اختها وجارتها واخذت الاولاد وعادت
، فوجدت سمير معه ضيوف له ، فأعدت لهم طعام العشاء ثم نادت عليه ليأخذ الشاي ..
قال لها سمير : سوف نسهر .. تفضلي انت .. شكرته وفاء لانها كانت مرهقة .. انامت الاولاد
ثم ذهبت الى فراشها

ـــــــــ

* هذه القصة من مجموعة من قصص كتبها المؤلف صدر منها خمس : القوم البهت ، ماشطة ابنة فرعون ، الملك صانع الطوب ، توبة الكفل ، كفى بالله شهيداً .. وهى قصص مستوحاة من الاحاديث النبوية الشريفة


نعتذر عن الانقطاع الذي تسبب ب ( طفشان ) الزوار والاعضاء
امتحانات وثانوية عامة ربنا ما يوريكم

<< الغسالة الاوتوماتيك >>


<< الغسالة الأوتوماتيك >>

عاد سمير الى البيت والفرحة تغمره والسرور يحيطه من كل مكان ، وما ان رأى وفاء حتى قبلها وقال لها : مبروك ، الف

مبروك يا وفاء ..

اندهشت وفاء .. نعم النبي صلى الله عليه وسلم قبل عائشة رضي الله عنها في نهار رمضان ، وليس في ذلك ذنب ، لكن ما الذي

جعل سمير يفعل هذا ؟ لا بد ان وراءه خبر عظيم !!

ــ الله يبارك فيك يا سمير ، ماذا عندك ؟

ــ لا هكذا اخبرك سريعا ؟!! .. لا

تفرست في وجهه لعلها تعرف ما عنده ثم قالت : وبعدين يا سمير انا عايزة اعرف

ــ انت منذ فترة تتمنين امرا عظيما ، سوف يتحقق هذا العام باذن الله تعالى

اخذت وفاء تفكر ، ماذا تتمنى منذ سنوات ؟ ، الغسالة الاوتوماتيك !! ، لكن سمير لا يفعل كل هذا من اجلها ، لا بد ان شيئا اكبر من ذلك

ولكن ..

ــ سمير كفاية كدة ، استحلفك ..

ــ لا داعى ، سوف تحجين هذا العام باذن الله تعالى

ــ والله ، مش معقول ، فعلا هذه امنيتي ، هذا اسعد خبر سمعته بحياتى الحمد لله ، هذه بشرى جميلة .. وسكتت لحظة ..

ثم قالت .. : سويا ان شاء الله تعالى .

ــ لا !

ــ كيف يا سمير ، احج وحدى ؟ لا يمكن .. انت والاولاد

ــ سوف تحجين باذن الله مع اخيك محمود ، فمنذ علمت انه ينوى الحج هذا العام ، وقد شغلت نفسي بمصاريف الحج ، اما انا

فقد اديت الحج والحمد لله بالجائزة التى اخذتها في المسابقة وكنت الاول وكانت الحج لبيت الله ، كم كنت اتمنى يومها ان لدي اموال

كي نحج سويا

ــ ماكنت استطيع فقد كنت في الشهر الاخير من الحمل في " نهى "

ــ من يومها يا وفاء وانا حريص على جمع المال لتحقيق رغبتك ، لاداء هذه الفريضة ، وكلما رأيتك تبكين وانت تشاهدن الحجيج

على عرفات ازداد حرصي على ذلك

ــ اجمل ما فيك يا سمير الحنان ، ومراعاة الاحاسيس والمشاعر بعقل واع ، وكلن كيف دبرت مصاريف الحج ؟

ــ من عند الله ، ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ، يا وفاء رزق الله واسع ولكن الناس يضيعونه فيما لا ينفع او في المتاع الزائل قبل اداء

الفرائض ، ان ترتيب الاولويات - فقه - الناس في حاجة اليه ..

ــ لكن من اين مصاريف الحج والحال انا اعرفها والحمد لله

ــ اتذكرين حين لم اوافق على شراء الغسالة الاوتوماتيك وغضبت

ــ نعم اذكر ذلك وغضبت لانك لم تخبرني السبب

ــ من يومها ادخرت قيمتها ، ودخلت جمعية واخذتها واخرى واخذت الاول فيها وبهذا والحمد لله جمعت مصاريف حجك

ــ لكن كيف دبرت امر حجي مع اخى ؟

ــ استكتمته السر ، وقدمت له ولك وجاءت الموافقة والحمد لله

ــ ولكن كيف أسافر واتركك انت والاولاد ؟

ــ هذه فريضة يا وفاء ، وعندما كنت احج رأيت كيف ان الشباب يستمتعون بالفريضة ويسعدون بالنسك ، وكيف ان كبار السن يجدون التعب

الشديد من هذا مثلا الصلاة في المسجد الحرام بمائة الف فيما عداه ..

والشاب يستطيع ان يصلى كثيرا بل والاوقات الخمس ، ولكن كبير السن اذا ذهب الى المنزل لا يستطيع ان يرجع .

ــ سمير ، ومن المهم ايضا الطواف لانها عبادة لا تؤدى الا في هذا المكان ، والسعي بين الصفا والمروة وتذكر قصة سيدنا ابراهيم واسماعيل

عليهما السلام والسيدة هاجر رضي الله عنها ..

ــ وايضا يا وفاء ، الوقوف على عرفة ، وكثرة الدعاء في هذا اليوم الذي يباهى الله بنا الملائكة ، ودعاء الانسان فيه لنفسه وبيته وللمسلمين

كافة .. كل هذا يحتاج الى قدرة الله باذن الله تعالى .

ــ طبعا يا سمير سوف اجلس انا واخي محمود لتشرح لنا المناسك ، ولكن كل خوفي كيف اتركك انت والاولاد ؟!

ــ لنفترض اننا سنسافر سويا اين كنا سنترك الاولاد ؟ ، الاّن أيسر الله الامر والحمد لله ، انت ستسافرين مع محمود وهم محرم لك

، وانا اجلس مع الاولاد ام تظنين اننى ساهملهم !!

ــ الله يسامحك يا سمير ، انا اعلم انهم يحبونك جدا ، وانهم متعلقون بك اكثر منى ، وانت والحمدلله حنون عليهم ، ولكن انا مشفقة

من تعبك

ــ هؤلاء احبابنا ونحن نتعاون على الخير دائما

ــ سمير سامحنى ، انا فعلا حين لم توافق على شراء الغسالة ، حزنت جدا وقلت في نفسي ان هذه هي اول مرة سمير لا يوافق على طلب

اريده ، رغم توفر الامكانيات .. ولم اكن اعلم انك تفكر لى في خير اكبر ولكن لماذا لم تخبرني ؟

ــ احببت ان تكون مفاجأة لك ولكن رصيدك من المكانة عندى ارتفع اكثر واكثر ، اتعرفين لماذا ؟

ــ لا اذكر

ــ لان زعلك لم يستمر سوى سويعات قليلة ، سرعان ما رجعت اليك سماحتك وبسمتك ، لقد كنت اخشى ان يستمر زعلك

ــ ر يا سمير ، لا يمكن ازعل منك ، مهما كان ، لان الثقة بالزوج فوق كل شيء ، ويجب على الزوجة الصالحة ان لا تتمسك

بموقف اغضبها وتنسى مئات المواقف الطيبة فالحياة هكذا ، على ان الثقة هى الاساس وطبعا لا نستطيع ان نمنع الانفعال اللحظى ،

ولكن الخطأ الكبير هو تعكير صفو الحياة الزوجية

ــ زوجة نموذجية حقا ، اخشى ان لا يصدق احد وجود مثلك

ــ لا يا سمير ، في احسن منى كتير والحمد لله وانا اعرف منهن كثيرات فالقراّن والاحساس به يصنع كثيرا وكثيرا ..

ــ نعم يا وفاء الحياة مملوءة بالخير ولا بد ان يعلم كل زوجين ان بينهما حبل المودة والرحمة ليحرصا على ان يكون موصول بينهما

دائما

ــ انا اعرف ما تريد .. وسوف ارفع عنك الحرج

ــ فراسة مدهشة ، قولي وانا اخبرك بصدق

ــ تريد ان تقول المال قدر المصاريف ، وانه لا مجال للمشتريات الكثيرة ولا الهدايا مرتفعة الثمن ، لا يا سمير ، انا اقدر ذلك

ولا يكلف الله نفسا الا وسعها

ــ حقيقة كنت اود ان اقول ذلك وحقا اتقوا فراسة المؤمن فانه يظهر بنور الله

ــ ليس لهذه الدرجة ، انا يكفيني يا سمير المصاريف الضرورية وبدلة لخالد واحمد وفستان لنهى ومنى اما والدك ووالدتك فكما تأمر

فأنا لست ممن يحب ان يضيع وقته في هذه الاماكن او المرور على الاسواق انها اماكن للعبادة

ــ وايضا لا تنسي والدك ووالدتك الجميه هاديا رمزية والمهم لا تحرمينا من دعواتك والاولاد والاهل وجميع المسلمين

ــ كيف انساك ، ولكن ليت الاخوة والاخوات يعلمن فضل اداء فريضة الحج ويقدمونه على متاع الدنيا الزائل ، وليت من يشربون

السجائر وغيرها يعرفون حرمتها وان الله اعطاهم مالا لو احسنوا استخدامه لأدوا فريضة الحج

قال سمير : عليك بالاخوات وانا سوف اتحدث في المسجد ان شاء الله تعالى

وباتت وفاء والفرحة قد شملتها ، وتشكر الله تعالى الذي من عليها بهذا الزوج الكريم

<< زوجتى خفير >>




<< زوجتى خفير >>

علمت وفاء من سمير انه لن يخرج اليوم مساء ، استأذنته في زيارة زوجة ( ... ) فأذن لها ، فأخذت معها احمد و
تركت بقية الاولاد في حفظ الله ثم والدهم .
استقبلتها صديقتها بكل ترحاب ، وكلن الحزن واضح عليها ، سلمت وفاء ودخلا حجرة الصالون ..
ــ الحقيقة انا اسفة لم احضر لزيارتك ، كما تعلمين الاولاد ، كيف حالك انت والأولاد ، وماما والاسرة كلها ؟؟
ــ الحمد لله كلنا بخير
ــ لكن يا حبيبتي ، انا منذ فترة لاحظت تغير صوتك في الهاتف ، وعندما رأيتك تأكد لى ان هناك حزنا يسيطر عليك ، اين
ابتسامتك ومزاحك ؟؟
ــ ماذا أفعل يا وفاء ، خلاص .. الذي يبدو لى اننى ما عدت اصلح لاي شيء ، الحمد لله على كل حال
ــ ما هذا اليأس الذي لم اره عليك من قبل ، انت بخير والحمد لله وعلى احسن حال .. اللهم لا حسد ......
ــ كان زمان .. !!
ــ كان زمان !!!! انت بخير والحمد لله ، وربنا يبارك في زوجك وأولادك وصحتك ، والبيت كله على احسن حال ..
ــ نصيب يا وفاء ، ان والله عملت كل ما استطيع لكي اجعل هذا البيت سعيدا ، هذه اقدار الله
ــ ماذا تعنين ؟ ما الخبر ؟ قالت وفاء وهى في منتهى الدهشة !!
ــ نصيب ، انا طلبت منه الطلاق !
ــ الطلاق !! لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
ومرت لحظة من الصمت الرهيب ، وصديقتها تجفف الدموع من عينيها ووفاء تحاول ان تجمع اعصابها ، فان
المفاجأة قد ادهشتها ، وهى تحاول ان تجمع فكرها .. وقالت ..
ــ ما السبب ؟ كلنا نراكم في سعادة ، الفسح ، الاولاد ..
ــ يا وفاء منذ اربع سنوات ، وانا اكتم في نفسي ، لا اريد ان اتكلم ، راضية بكل شيء ، يأتى متأخرا ، قلت في
سبيل الله ، او عمله يتطلب منه هذا ، والبيت لا يعرف عنه شيء ، والأولاد لو سأله اح في اي عام دراسي هم ربما
لا يعلم .. قلت زوجى وبيتي واولادى .. كلهم في قلبي
ــ وماذا حدث بعد هذا ؟ ماذا حدث حتى طلبتي الطلاق ؟
ــ يا وفاء منذ اربع سنوات كما قلت لك ليس في فمه الا انا سوف اتزوج ان الله احل لى مثنى وثلاث ورباع
ــ ضحكت وفاء .. يا اختى هذا مزاح وضحك
ــ ضحك .. مرة .. مرتين .. لكن سنين !! ، لم اسمع منه كلمة حلوة ، لم يعد يرى سوى العيوب ، النملة من العيوب
عنده قدر فيل .. !!
ــ لا .. لا دى حاجة بسيطة ، وان شاء الله تعودي الى خير ما كنت عليه
ــ طبعا يا وفاء انت تنظرين الى زوجك الذي يراعي احاسيسك ، ويشاركك في كل الامور ، اخر مرة كنت
ازورك قالت لى نهى ابنتك ربنا يبارك فيهم أن بابا هو الذي اعد الطعام اليوم .. لكن انا نصيبي انتهى ..
ــ يا اختى مهلا للأسف بعض الرجال يظنون ان الزواج شهر او عام ، وتنتهى عندهم العواطف ، وربما يخجل
ان يقول لزوجته يا حبيبتي ، لقد افسدت الاغانى مذاق هذه الكلمة الطاهرة ، ولكن الزوجة احق من تقال لها ، انه
مهما طالت فترة الزواج ، فان الكلمة الحلوة مطلوبة .
ــ وفاء . انا لا يشغلني سوى الاولاد ، يذهب حيث يشاء ويتركنى وأولادى ولكن يطلقني قبل ان يتزوج ، ما عدت
اعجبه في شيء
ــ يا أختى صبرا ، ان كثرة تكرارها ، تعني انه حقيقة يمزح
ــ هل تصدقين انه كرر على مسامعى اكثر من مرة " احنا متجوزين خفير " !! هل هذا يصح ؟ لا اعلم
هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك باحدى زوجاته ؟ يشبهها بالخفير ؟! ونحن جميعا نعلم ما الخفير !
يشبهني برجل ، او هل فعل احد من الصحابة مثل هذا مع زوجته ؟
ــ لا تغضبي منى ، هل اهملتيه ؟ فان بعض النساء بعد الانجاب خاصة اكثر من طفل ، تتحول حياتها الى
مشاغل الاولاد وتنسى زوجها ، ولا تتزين له ، هل تعطرين فراشه كما كنت تفعلين في الايام الاوائل
؟ هل تلبسين للفراش ثوبه ام تنامين الىجواره بثوب العمل الذي قد يحمل رائحة المطبخ من الثوم والبصل وغير ذلك
؟ هل تحرصين على طيب الكلام معه ؟ اننى استرعى انتباهك .. ما أيسر ان اجاملك ، ولكن افضل ان اصارحك
ــ الله وحده يعلم كم انا مهتمة به ، وان كنت لا ابرئ نفسي من الخطأ وطبعا كثرة الاولاد ومشاغل العمل والبيت تجعل الانسان
مقصرا ولكن هل هذا علاج الرجل الذي هو قوام البيت ؟
ــ هل تظنين ان في حياته امرأة اخرى ؟
ــ انا لا اقول دذلك ، لكن ماذا يعني حديثه الدائم عن الزواج بأخرى ؟
وماذا يعني حرمانى من الكلمة الطيبة ؟ اين هديته التى كان يقدمها لى كل عام ؟ اين لمسته الحانية ؟
اين بسمته الصافية ؟ على كل حال طالما هو يريد ان يتزوج فليطلقني ويتزوج .
ــ صدقيني انا اولا اريد منك ان تراجعي موقفك منه ، وان تصلحي من حالك بالمنزل ، والفراش ، واهتمامك بنفسك ،
لا تبدي التأثر بهذا الكلام ، فربما يردي ان يتدلل عليكي ولكنه اخطأ الاسلوب
ــ مزاح ، تدلل !! لا يا وفاء انه يتكلم بما في نفسه
ــ انا احب ان تصلحي حالك وتحسني من اقوالك معه وسوف تنتهى المشكلة باذن الله تعالى
...
وبعد قليل استأذنت وفاء وهى متأثرة من ذلك ، وعادت الى بيتها وقدمت العشاء للأولاد وجهزت حقائب المدرسة لخالد ونهى
ودخل الاولاد الى فراشهم ثم جلست الى سمير
وفاء : لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولكن لا يقول الا حقا
سمير : صلى الله عليه وسلم ، هذا حق
وفاء : وكان يحافظ على احاسيس زوجاته ويداعبهن بالكلام الطيب
سمير : صلى الله عليه وسلم ، هذا حق ولكن لماذا ؟
وفاء : ارديك يا سمير ان تعطي الاخوة بالمسجد درسا عن كيفية معاملة الرجل لزوجته ، وان لا يسمعها الا الكلمة الطيبة
التى هى صدقة وانه لا داعى للمزاح الجارح ، بالله عليك ما معنى ان زوجا لسنوات كل فترة يقول لزوجته انا سوف اتزوج
هل هذا اسلوب مزاح ؟
سمير : طبعا لا ان المرأة رقيقة الاحساس وتحتاج الى كلمة طيبة تساعدها على امر البيت والاولاد
وفاء : وما معنى ان يقول الرجل لامرأته " انا متزوج من خفير " بالله عليك هل ورد هذا بكتاب الله او سنة النبي صلى الله
عليه وسلم ، ان الذي يقعل ذلك يا سمير يلعب بالنار لكي يحرق بيته هل هذه هى المودة والرحمة ؟
سمير : صبرا يا وفاء ، انا لا اوافق على مثل هذه الاقوال ، ولكن لا بد ان لا ننفعل ونحن نعالج المشكلات الاسرية ، ولا
نزيد النار اشتعالا ، بل علين ان نقدم المبررات لكل طرف حتى تقترب وجهات النظر ويتم الصلح
وفاء : هذا ما فعلته والحمد لله ، لكنى اتكلم معك انت لكى توجه الطرف الاخر فان ارشاد الزوجة دون الزوج لا يتم به اصلاح الامر
سمير : لك هذا ، وعلينا ان ننبه كل واحد منا بمراعاة شعور الاخر ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم
" خيركم خيركم لأهله ، وانا خيركم لاهلي "
وفاء : اياك يا سمير ان تفكر مثلهم !
سمير : بعدك انت !!!!! لا يمكن الا بسبعين
وفاء : نعم من الحور العين اسعدك الله بهن ، وجعلنى معك بالجنة
سمير : ما أحلى ذكاؤك ، وعلى اى حال ارجو متابعة صديقتك حتى تتأكدى من انتهاء مشكلتها .
وفاء : جزاك الله خيرا
ورفعا ايديهما يسألان الله ان يجمعهما في الجنة
اّمين

<< وفاء >>


<< وفاء >>

جلست وفاء في حجرة مكتب سمير ، فقد نام الاولاد ، شردت بعيداً ، ( طال غيابك يا سمير ) ، من
الأمس وانت مسافر ، وستغيب اليوم ايضاً ، ما أصعب البعد .. هكذا حدثت نفسها
أمسكت بمفكرة في يدها وأخذت تكتب ..
الشوق والحنين اليك
والقلب والفؤاد بين يديك
يا زوجاً رضى الإله طاعته
فجعلت روحى بين يديك
كريم .. حنون .. تلك اوصافك
والرقة والأدب من اخلاقك
انتظرك
لعلك تأتي
فبعدك عني
لا يغمض جفني
قالت وفاء في نفسها .. ( اننى اشعر انه سيعود اليوم باذن الله تعالى، اذا ماذا انتظر ، لابد من الاستعداد ) ..
فتحت الدولاب ، نظرت الى الملابس حتى امسكت بواحد منها .. "هذا مناسب " !!
لبسته ووقفت أمام المراّة تصلح شعرها ، ووضعت حزاما عريضا على الفستان .
لكن ماذا إذا لم يحضر ، .. ، هذا افضل من ان يعود فيجدنى غير مستعدة للقائه أمسكت كتاب ربها تتلو الاّيات وبعد ساعة تقريبا .
سمعت صوت محرك سيارته يقف اسفل المنزل ، نظرت من الشرفة ، " هو سمير الحمد لله على عودته " .. وأسرعت تضع العطر ، وأصلحت
الفستان ووقفت خلف الباب .
وما ان اقترب ظله حتى فتحت الباب مرحبة به
ــ حمدا لله على سلامتك
ــ حمدا لله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وأغلق الباب خلفه
ــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وصافحته ، واستقبلته احسن استقبال
وقالت : " الحمد لله انك عدت لبيتك وأولادك سالما "
ــ كيف حالكم انتى والاولاد ؟
ــ الجميع بخير والحمد لله ، ولكنك يا سمير تعبت جدا في السفر بالليل وانت تقود السيارة وليس معك احد ، ان الساعة
الاّن الثانية بعد منتصف الليل .
ــ انت سهرانة حتى الاّن !
ــ شعرت انك ستعود اليوم فجلست انتظرك ، كنت مشتاقة اليك ، بارك الله فيك لي وللأولاد ولكل المسلمين ، ولا
يحرمنا منك .
ــ ما أحلى كلماتك .. كل الحكاية انى انهيت الاعمال مبكرا فقلت لا بد ان اعود والحمد لله ، ولكن ما هذه المفكرة ؟؟!
ــ هذه بعض المذكرات والذكريات والحايات التى اراها مفيدة ، أكتبها لأستفيد منها كما قال
تعالى ( لقد كان في قصصهم عبرة ) فالذي يعيش المشاهد والمواقف لا بد ان يستفيد منها
ــ المهم ان تكونى قد نويت نقلها للأخرين توسيعا للأستفادة منها وقد دعانا الله تعالى حين قص علينا القصص المختلف في القراّن وكذلك
في السنة النبوية الى اخذ العبرة منها والحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو احق الناس بها .
ــ لكن هل تساعدنى ، موافقة ، على ان تساعدنى في الصياغة والتعبير ..
ــ ان شاء الله ، ولكن ما هذا الفستان الجميل ؟
نظرت اليه وقالت " الاّن فقط ! "
ــ لا يا حبيبتي ، ولكنى بدأت بالاهم انتى والاولاد ، والاّن متى اشتريت هذا الفستان ؟ ومن اين كل هذا ؟
ابتسمت بلطف ثم قالت " انا لم اشتر .. اتذكر الفساتين اللى كنت امتلكها قبل الحجاب والزواج ، هذا واحد منها
طورته ووسعته وأضفت اليه قطعة قماش مناسبة فأصبح كما ترى .. في غاية الجمال كما تقول
ــ حقا جميل جدا .. ثمنه بالمحلات بالمئات وانت حقا سيدة مدبرة .. بسم الله ما شاء الله ، كما يقولون ، لا يحسد المال الا
صاحبه " احفظ بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " هكذا كان النبي صلي الله عليه وسلم يرقي حسنا وحسينا رضى
الله عنهما
ــ أعجبك يا سمير ؟ الحمد لله .. هذه سعادتى ان اراك سعيدا مبسوطا مسرورا ، فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( اذا صلت المرأة
خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها واطاعت زوجها قيل لها ادخلى من اى ابواب الجنة شئت ) الحمد لله الذي جعلنى مرضية عندك .
ــ وفاء .. انتى ما شاء الله من اعظم نعم الله عليّ لقد تحقق فيك قول النبي صلى الله عليه وسلم " ألا اخبركم بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة اذا نظر اليها
سرته واذا غاب عنها حفظته واذا امرها طاعته " .
ــ لكنى لا استحق شيئا من هذا كله ، وكما يقولون " عين الرضا عن كل عيب كليلة "
ــ يا مؤمنة ، انت تقولين هذا كي امدحك اكثر واكثر ، حقيقة انت .. حسنة الدنيا .
فتح سمير حقيبة يده ، واخرج لفافة صغيرة واعطاها لزوجته .. تفضلي !
ــ انت لا تنس ما احب ، ما أرق هذه اامشاعر ، نعم يا سمير ليس المهم قيمتها المادية ، المهم احساس انك تتذكرنى ، سبحان الله ما رأيتك يوما تدخل البيت الا
وتلقي السلام ، ولا تأكل الا وتسمي ، ولا تغيب الا وتذكرنى بشيء مما احب .. بارك الله فيك يا غالي .
ــ وبارك فيكي يا حبيبتي .. كيف انسى أرق وانبل المشاعر ،، انت الوفاء ، ان الرجل الذي يدخل البيت ولا يسلم على اهله يدخل الشيطان الى
بيته ، وان الذي يأكل ولا يسمي يأكل معه الشيطان هكذا بين النبي صلى الله عليه وسلم اما الحرص على احاسيسك فهذا اكتسبته من دراسة سيرة النبي
صلى الله عليه وسلم مع زوجاته .
ــ أحضر لك العشاء يا سمير ؟
ــ شكرا ، لقد اكلت قبل العودة حتى لا ارهقك
نظر سمير للأولاد في حجرتهم ثم ذهب الى فاشه ، جهزت له الفراش ، وساعدته في تغيير ملابسه ، وقالت له الحمد لله على سلامتك
نام سمير من شدة الارهاق .. نفثت وفاء في كفيها وقرأت سورة الاخلاص والمعوذتين ومسحت معظم جسمه ثلاث مرات
.. وهي تتخيل ما كانت تفعله عائشة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم
نظرت وفاء اليه .. كأنها لم تشاهده من قبل .. ووضعت الغطاء عليه وهى تدعو الله ان يبارك فيه