RSS

<< لن اكون قاتلة >>

http://www.nablustv.net/Uploads/Image/nablustv136302460012800.jpg

سبحان الله ، لا يعلم حقيقة النفس البشرية الا الله ، ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) ، هذه النفس قادرة على ان تظهر بخلاف ما تبطن ، وتتغير من حال الى حال ، ( واذا مس الانسان ضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا الى ضر مسه ) ، ورغم التطور التكنولوجي والأقمار الصناعية والليزر والكمبيوتر فان السعادة ازدادت بعدا عن الانسان ، لان الايمان بالله ضعف ، وشغلت البشرية بالمادة التى يجب ان تسخر لسعادة الانسان ، فسخرته لنفسها ، اننا لا ننكر التطور التكنولوجي وقد دعانا اليه الاسلام ، ولكن في ظل الاخلاق الطيبة وارتباط الانسان بالله والدار الاّخرة ..
- مدهشة يا وفاء ، هل هذه مقدمة المذكرات ام تحضرين لمحاضرة ..
- لا يا سمير ، انها خواطر مرت بنفسي ، حين رأيت الانسان ، كما كشفه الله في كتابه الكريم ، حتى العلم الذي الذي اكتشفه لا يؤمن به ، ان جانب الشر الذي يتحرك في الانسان لا يعالجه الا الايمان القوي بالله ، والعبادة الصحيحة ..
- بسم الله ما شاء الله ، لا قوة الا بالله ، استاذة ، انا من اليوم اخاف على نفسي ، كيف أتحدث لمثل هذه العبقرية ، ولكن لماذا
كل هذا ؟؟
- جارنا استاذ الجامعة ، حضرت زوجته اليوم عندى وهى تبكي ، و قالت : زوجي يريدني ان اقتل ، وانا لايمكن ان اكون
قاتلة .
تعجبت يا سمير وقلت لها : ليس معقولا ان يطلب منك ان تكونى قاتلة لا بد ان العبارة خرجت غير صحيحة ، أو انك فهمتيها على وجه غير المقصود ، انه رجل يصلي ، هل هو من الصعيد وعندهم موضوع الثأر ، وايضا هذا مستحيل لأننى اسمع منك حسن صلته باهله ومداومة الزيارة لهم .. ما الحكاية ؟
قالت : ذهبنا امس الاول الى الطبيب لاجراء الفحص الدوري على الحمل ، اجرى الطبيب لي اشعة تليفزيونيه وتحاليل طبية ، وقال لنا الحمدلله الجنين حالته مطمئنة ، كما طمأننى على حالتى والحمدلله ، ونزلنا وعدنا الى البيت في احسن حال .
وفاء : وماذا حدث اذن .. ؟
قالت : بالأمس عاد ووجهه متغيرا جدا ، كلما رأى احدا من الاولاد ضربه بسبب او بدون سبب ، واخذ يتصرف بطريقة عصبية جدا لم اعرفها منه من قبل ، التزمت الصمت .. اسرعة بالاولاد الى حجرتهم ، واقتربت منه رغم اننى كنت متعبة جدا بسبب الحمل ، وجلست احاول ان اخفف عنه .
لكنه نظر الى بطريقة مدهشة جدا وقال : انا ارى انك متعبة جدا ، وعندك ثلاثة اولاد ، وانت مرهقة واريد ان اخفف عنك .
قلت له : هل أحضرت شغالة تساعدنى في البيت ؟
قال : لا ، انتى تعرفين اننى سألتهم في البلد اكثر من مرة ، ولم اوفق ، انا .. اريد ان اخفف عنك .
قلت له : هل اشتريت غسالة اطباق ؟
قال : لا ، انا اعنى ان الاولاد متعبين .
قلت له : اولادي .. انهم قطعة من جسدي ، انا ارعاهم باذن الله ، هل رأيتني مهملة مع احد فيهم ؟
قال : لا ، انا اريد منك ان تنزلى الجنين .
فزعت ونظرت له في دهشة ....
قلت له : اين فرحتك ، انك في هذا الحمل خصوصا من اول يوم والفرحة تسيطر عليك ما السبب في تغيرك ؟
قال : لا شيء انما اريد راحتك .
قلت له : انا اريد ان اعرف السبب ، هذا التغير المفاجئ لا بد له من سبب خطير هل اخبرك الطبيب عن شيء في الجنين ؟ .. ولكنه طمأننا عندما كنا عنده ..
قال : نعم .. لا .. هو كدة لابد من عملية اجهاض .
قلت : انا لست انسانة جاهلة تكلمها بهذا الاسلوب ، لابد من الصراحة حتى اتصرف بطريقة سليمة ، ثم هذه حياتي ايضا ، وحياة شيء تكون منى وفي جسدي ..
المهم يا وفاء وبعد محاورات طويلة اكتشفت ان السبب هو ان الطبيب اخبره بأن المولود انثى وان عندنا ثلاق بنات كما تعلمين وانه لا يريد بنتا رابعة ، وكان امله ان يكون ولدا ، وطار عقلي ، وفقدت رشدي ، ان اسمع منه هذا الكلام ...
قلت له : انا لا يمكن اكون قاتلة ، ماذا اقول لربي يوم القيامة وهو يقول " ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق " .
غضب وازدادت ثورته ، ولكنه حاول مرة اخرى ، وهو يقول هذا ليس قتل .
قلت له : زوجي العزيز ، العلم المتطور يقول ان المرأة ليست سببا في تحديد نوع الجنين ، حيث انه بمشيئة الله اولا ثم في الجينات التى يحملها الرجال ، ان الله تعالى يقول " يهب لمن يشاء اناثا ، ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرانا واناثا ، ويجعل من يشاء عقيما " في كل مرة يقول الله لمن يشاء .. اذن تلك ارادته ، فهل تتحدى مشيئة الله تعالى .
قال لى : كما قلت لابد ..
قلت له : حرام عليك ، اتريد قتلي ، اتريد ان تجعلنى اعيش طول عمري معذبة الضمير ، يا زوجي الحبيب ، اّسيا امرأة فرعون كانت انثى وهي في الجنة وفرعون كان ذكرا وهو في النار ، وكل واحدة منهن سوف تأتى اليك بابن محبب اليك وهو زوجها .
--
خرج من البيت ولم يعد الى الاّن ، خرج والغضب يسيطر عليه ، البنات حضرن من حجرتهن ، بابا زعلان ليه يا ماما . هو بيضربنا ليه ، اخذتهم بين يدي وذهبت بهم الى حجرة نومهم وجلست ألاعبهم وانا اتمزق من الداخل ، ماذا أقول لهن ؟ ، كيف اعيده ، انا لا استطيع ان اكون قاتلة . ماذا افعل يا وفاء ..
قال سمير : وماذا قلت لها ؟
قلت لها : صبرا ان شاء الله سيعود ، ويعود كل شيء على خير ما يكون ، هذه غضبة سريعة ، وهو انسان كريم ، ولكن عليكي ألا تجرحي شعوره ولا تذكريه بما قال ، ولا تعاتبيه فيه ، واجعلى الامور تسير في طريقها ، احسني معاملته ، وهو سوف يعتذر لك باذن الله . .
سمير : لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ، ما كنت اتصور هذا الامر ، وصدق ربي " واذا بُشر احدكم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما يشربه أيمسكه على هون أم يدسه في التراب " ..
وفاء : أما تابعت مؤتمر السكان العالمي ، والدعوة الباطلة من اجل الاجهاض ولولا علماء الازهر الله اعلم ماذا سيكون .. ان البشرية تنتزع من بين الاخلاق الى طريق الفساد ، لان القيادة الاسلامية غابت عن العالم .
سمير : والعجيب انهم يتمسكون بأقوال العلماء في حالات خاصة ويحاولون جعلها حكما عاما والذي يعرف اصول الاحكام يفرق بين هذا وذاك .
وفاء : سمير ، اريدك ان تبحث عنه فهو جارنا وللجار على جاره حقوقا كثيره وليتك لا تجرح احاسيسه ، وتحاول ان تجلسه في المسجد حول قوله تعالى " واذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت " وعن فضل تربيه البنات ، وغير ذلك واتمنى ان يكون المتحدث شيخا غيرك كي لا يتطرق اليه ان زوجته اشتكت لي ، عليك يا سمير مراعاة الجانب الاجتماعى والسلوكى ضمن دروس المسجد لانها خطيرة جدا ، حرصا على سلامة الاسرة والمجتمع ..
سمير : فكرة طيبة ، وجزاك الله خيرا .
وقالا معا : الحمدلله الذي عافانا ما ابتلى به كثيرا من خلقه ..

0 جزاهم الله كل خير علقوا: